يعيش الحرّاس الأوائل في المنتخب الوطني مشاكل كبيرة مع الجمعيات الحاضنة خاصّة منها تلك التي ثارت جماهيرها على عدد من النّجوم الدوليّة على خلفيّة الخيبة القاريّة التي مُني بها سفراء الخضراء في كأسي إفريقيا. وقد دفع أيمن المثلوثي وهو كابتن الـ»نّسور» فاتورة غالية جرّاء ضياع لقب رابطة الأبطال الإفريقيّة، وعاش «البلبولي» أيّاما سوداء واجه أثناءها حملة شعواء بلغ الأمر بأصحابها حدّ المطالبة بإنهاء مسيرته مع «ليتوال» في عام يستعدّ فيه الفريق الوطني لخوض المونديال وهو ما شكّل كابوسا حقيقيا للإطار الفني للمنتخب الذي تضاعفت حيرته بعد أن أحال الترجي ابنه «المدلّل» وحارسه الأوّل معز بن شريفيّة إلى «البطالة» بعد أن تلقى انتقادات لاذعة إثر هزيمة الأهلي. ومن المعروف أن معز يعدّ من العناصر الثابتة في خيارات معلول ويعتبر على الورق البديل الأهمّ للمثلوثي.

في حماية المنتخب 

في ظلّ المعاناة التي عاشها المثلوثي وبن شريفيّة تدخّل الإطار الفني للمنتخب لحمايتهما من «العاصفة» الغاضبة في بوجعفر و»باب سويقة». ونجحت خطّة التربّصات المُخصّصة لـ»هزّان المورال» في مرتفعات طبرقة في التّخفيف من وطأة الأزمة. وتمكّن «البلبولي» بصفة تدريجيّة من استعادة مكانته الطبيعيّة مع جمعيته. هذا في الوقت استفاد فيه معز من الدعوة «الشرفيّة» للمشاركة في فرحة العبور إلى كأس العالم والحصول على جرعة معنوية من شأنها أن تمنحه أجنحة إضافيّة لقلب وضعه مع شيخ الأندية التونسيّة الذي كسر شوكة بن شريفيّة وإكتشف في المقابل «كنزا» دفينا وحارسا مُهمّشا اسمه علي الجمل الذي دخل القائمة الموسّعة للمنتخب.

حلول مستقبليّة 

نجح الإطار الفني للمنتخب في توفير الحماية لحرّاسنا الدوليين، وساعدهم قدر المستطاع لتخطّي مشاكلهم مع أنديتهم لما فيه مصلحة الجميع. ولم يكتف معلول بالوقوف في صفّ حُرّاسه وعدم «التضحية» بهم تحت ضغط الشارع بل أنّه تعمّد «تغييب» مصطلح «أزمة» في خطاباته عن هذا الإشكال وذلك حتّى لا يُحبط عزائمهم ويحكم عليهم بـ»الإنهيار» التامّ قبل أشهر معدودة من المونديال. وتحرّك الإطار الفني للـ»نسور» في الآن نفسه للعثور على البدائل المثالية وإيجاد الحلول المستقبليّة التي من شأنها أن تجعل الشباك التونسيّة في أفضل حالاتها. وفي هذا السياق، دخلت الجامعة بالتنسيق مع الفنيين في مفاوضات «ماراطونيّة» مع حارس «شاتورو» الفرنسي معز حسّان الذي يملك حيويّة الشباب والمؤهلات الضرورية ليكون ضمن قائمة الحراس المعنيين بالدفاع عن عرين المنتخب. ومن الواضح أن المحادثات قطعت أشواطا كبيرة وقد يعلن المكتب الجامعي قريبا عن انضمامه للفريق الوطني الذي يملك عدّة أسماء أخرى تنشط في الساحتين المحلية والدولية وبوسعها أن تقضي بصفة نهائية على حالة القلق بخصوص مستقبل شباكنا وتجعل الخيارات أوسع أمام المدرب. وتشير المعلومات القادمة من محيط الفريق الوطني أن مكرم البديري المتألّق مع المنستير من المرشحين البارزين للمنافسة على مقعد ضمن الحراس البدلاء في المنتخب. هذا طبعا ما لم يتمّ «توجيه» الملف بطريقة تخدم طرفا على حساب الآخر. والثّابت أنّ عدّة مؤشرات تؤكد أن «أزمة» الشباك تتّجه نحو الانفراج وأن الخيارات المُتاحة لمدرب المنتخب والمشرف المباشر على ملف الحرّاس وهو المصري طارق عبد العليم ستكون كبيرة خاصّة بعد عودة «البلبولي» إلى سالف نشاطه شأنه شأن رامي الجريدي الذي قد يخلط الأوراق من جديد. ويقتلع مكانا في المنتخب على حساب زميلة في «السي .آس .آس» الهادي قعلول الذي كان قد استغلّ فترة الفراغ التي مرّ بها رامي ليبرز ويلتحق بالفريق الوطني المفتوح لكلّ أبنائه الأكفاء في الداخل وأيضا في الخارج كما هو الحال بالنسبة إلى محترفنا في الشباب السعودي فاروق بن مصطفى وأيضا ابننا المغترب معز حسّان الذي نريده أن يتقمّص الأزياء الوطنية دون مزايدات وبيع وشراء كما هو متداول في الكواليس. ونأمل أن لا ينسى القائمون على المنتخب وفيهم عدّة «كوارجيّة» مثل معلول والعقبي والخويني أنّ تونس أنجبت «عتّوقة» والنايلي وكانون والطّرابلسي وطبقة والواعر وبورشادة... وغيرهم من «أسود» الشّباك. 


Post a Comment

Powered by Blogger.