يشقّ معين الشعباني طريقه بثبات في عالم التّدريب. فبعد أن فجّر «ثورة» الشبّان في «بوقرنين»، وحقّق الأماني مع الجمعية التي يدين لها بالكثير عاد إلى أحضان «المكشخين» حيث العشق الأوّل والأخير. وساهم أيضا في صناعة الفرح من موقعه كمساعد فاعل يراهن على تجربته في الميادين، وطموحه الجامح في دخول نادي الفنيين الـ»كبار» أمثال ملهمه الحالي في الترجي فوزي

البنزرتي. وقد مثّل فوز الترجي مؤخرا بالبطولة العربية في الاسكندريّة فرصة مناسبة لنرصد انطباعات معين الذي حصد منذ عودته إلى الجمعية ثلاثة ألقاب محليّة واقليميّة، ويأمل في المزيد.

انجاز فريد

اعتبر الشعباني أن الحصول على البطولة العربية يعدّ انجازا فريدا بالنظر إلى المغانم الرياضية والمادية وأيضا الجرعة المعنويّة التي اكتسبتها الجمعية في هذه المسابقة. فقد قبض الفريق على اللقب ومعه حوالي ستة مليارات علاوة على توجيه «إنذار» غير مباشر إلى الأهلي المصري في عقر داره، وقبل فترة وجيزة من المواجهة المرتقبة بين «العملاقين» في إطار الدور ربع النهائي لرابطة أبطال افريقيا.

نقاط مضيئة

ما هي أبرز النقاط المضيئة التي لاحت في أداء «الماكينة» الترجية أثناء البطولة العربية؟ سؤال يجيب عنه الشعباني على النّحو التالي:» لم نحرز اللقب من فراغ أوبضربة حظ بل أنّ جمعيتنا اكتسحت كل العرب الذين واجهتهم في مصر بفضل التفوق التكتيكي والبدني على الخصوم. ولاشك في أن العارفين بالتفاصيل الفنية لاحظوا أن الفريق أظهر قدرة كبيرة في فرض ألوانه والسيطرة على المنافس في مناطقه أثناء أغلب فترات المواجهة. هذا فضلا عن النجاعة في الهجوم، والاندفاع الكبير، والروح العالية التي يخوض بها اللاعبون مختلف اللّقاءات. وكان المردود الفردي أيضا لعدد من العناصر في مستوى التطلعات (كوليبالي، البدري…)». ويضيف معين أنّ النادي كذّب التكهنات التي زعم أصحابها أن النادي سينهار نتيجة الارهاق البدني خاصة في ظل النسق «الماراطوني» للمقابلات المحلية والدولية. وتمكن الترجي من تأكيد جاهزيته البدنية. وهذه نتيجة طبيعيّة للعمل الجبّار الذي يقوم به اللاعبون في التمارين تحت إشراف أهل الاختصاص فضلا عن انضباطهم الكبير خارج الميدان.

نحلم بالأفضل

عبّر الشعباني عن سعادته العارمة بما أنجزه الترجي الذي تزعّم الكرة التونسية والعربية. وقال إن الفريق يحلم دائما بالأفضل، وأضاف أنّ هامش تحسّن الأداء الفردي والجماعي كبير. ويشير إلى أن الثقة لن تهتزّ في بعض النجوم الذين قد يصادف أن يتراجع مردوهم في بعض الأحيان نتيجة الإرهاق الذهني (وليس البدني مثلما يتصوّر البعض) كما هو شأن «الفنّان» الفرجاني ساسي و»الجناح القوي» فخر الدين بن يوسف. ويؤكد معين أن الوافدين الجدد سيقدّمون بدورهم الاضافة المطلوبة. وسيساهمون في إعلاء الراية الترجيّة. ويفسّر موقفه على النّحو التالي:» من شبه المؤكد أن «فرانك كوم» يمثل صفقة رابحة في وسط الميدان. وينسحب الأمر نفسه على العنصر الموهوب ماهر بن صغير الذي أعرف جيّدا مؤهلاته. وأدرك أنه مشروع لاعب كبير شرط أن يجتهد في التمارين. ويعمل على تطوير قدراته بإستمرار. وسيكون أمين المسكيني أيضا من اللاعبين الواعدين في الفريق. وننتظر طبعا الكثير من هيثم الجويني العائد من تجربة احترافية، والذي لا جدال حول امكاناته الهجومية. ولابدّ من التذكير ونحن نتحدّث عن الزاد البشري للنادي أنّنا لا نعترف بالأسماء بل بالأداء. وهذا ما برهن عليه الإطار الفني في العديد من المقابلات حيث لا مكان في التركيبة الأساسية إلاّ للعنصر الجاهز على كلّ المستويات. وسنعمل على تجاوز بعض النقائص على غرار إهدار الفرص السّهلة نتيجة فقدان التركيز مع ضرورة تحسين «التنشيط الدفاعي». وهذا لا ينقص شيئا من مؤهلات عناصرنا في هذه المنطقة. والأمل كلّه أن نجعل الجمعية كاملة الأوصاف، وأن نحافظ على تاجنا المحلي، ونهدي جماهيرنا الكبيرة لقب رابطة الأبطال الافريقيّة».

كلام مردود على أصحابه

تطرق معين الشّعباني إلى ملف التحكيم خاصة بعد أن صوّر البعض الجمعية على أنها استفادت من الصافرة أثناء البطولة العربية. ويقول معين في هذا الصّدد لقد تعوّد الفريق على الاتهامات وحملات التشكيك. وأصبح «التّنبير» خبزا يوميا وذلك قدر محتوم على الجمعيات الناجحة. وأعتقد أن الكلام عن التحكيم مردود على أصحابه لأن الترجي أثبت أنه الأفضل في البطولة العربية (وقد تضرّر بدوره من الأخطاء التحكيميّة). وبرهن أيضا أنه الأحسن في تونس بدليل الفوز السّاحق على منافسه في «فينال» البطولة.

طموحات مشروعة

يجرّ الشعباني خلفه تجربة طويلة كلاعب. كما أنّه نحت إلى حدّ اللّحظة مسيرة موفّقة كفني (مدرب أوّل في حمّام الأنف ثمّ مساعد في الترجي). ويحرص في الوقت نفسه على تحصيل المعارف الكرويّة والظفر بأعلى الدرجات التدريبيّة. ويؤكد معين في حديثه  أن طموحاته كبيرة، وأنّه يحلم يوما ما بأن يقود «المكشخة» التي نشأ على حبّها، وعاش فيها أجمل اللّحظات، وتوج معها بالبطولات والكؤوس. وقال معين إنه تعلّم الكثير من المدرب الكبير فوزي البنزرتي. ويضيف أن ابن المنستير رجل «ديمقراطي». ويتقبّل برحابة صدر آراء معاونيه، وليس «دكتاتورا» كما يتوهّم البعض.


Post a Comment

Powered by Blogger.